ماكس فيرستابن يخطف لقب سباق جائزة قطر الكبرى

مع فوز ماكس فيرستابن بلقب السائقين، كانت كل الأنظار موجهة نحو الصراع على لقب الصانعين في آخر سباقين من الموسم، وقد شهد فريق مكلارين تقلص تقدمه تدريجيًا على مدار السباقين الأخيرين، لكنه لا يزال يتمتع بتقدم بفارق 24 نقطة قبل عطلة نهاية الأسبوع في قطر. وكان هناك أهمية إضافية، نظرًا لأن قطر تنطلق من خلالها سباقات السبرنت، مع إمكانية تقديم أقصى قدر من النقاط عند 58 نقطة. ولكي يفوز مكلارين باللقب قبل سباق واحد من النهاية، كان يحتاج إلى ميزة 44 نقطة، كان لدى ريد بول فرصة، ولكن مع استمرار بيريز في الأداء دون مستوى زميله في الفريق بدت فرصهم بعيدة.

حيث كان من الواضح في وقت مبكر إلى حد ما من عطلة نهاية الأسبوع أن الفرق الكبرى كانت متكافئة بشكل وثيق، حيث أظهرت مرسيدس وفيراري وماكلارين وريد بول جميعًا لمحات من الهيمنة في أوقات مختلفة. ومع ذلك، كان فريق مكلارين هو الذي تفوق على الآخرين في الجزء المبكر من عطلة نهاية الأسبوع، حيث حصل نوريس على المركز الأول في التصفيات، يليه راسل وبياستري وسيارتي فيراري وماكس فيرستابن في المركز السادس. في سباق السبرنت، حقق نوريس بداية مثالية وتمكن بياستري من التقدم على راسل، تاركًا سيارتي مكلارين في المقدمة. منذ ذلك الحين، كانت حالة من العمل الجماعي الاستثنائي من قبل الفريق الذي يتخذ من ووكينج مقراً له، حيث أبقى نوريس شريكه داخل منطقة الي أر أس، لحمايته من جورج راسل خلفه. وهذا يعني المركزين الأول والثاني لماكلارين وبداية مثالية لعطلة نهاية الأسبوع، مع حصوله على 15 نقطة. ومع احتلال راسل للمركز الأخير على منصة التتويج، لم يتمكن ساينز وليكلير إلا من احتلال المركزين الرابع والخامس، ليحصلا على تسع نقاط في المجمل. لذا، قبل السباق الرئيسي، وسعت مكلارين تقدمها في الترتيب إلى 30 نقطة. وهو ما يقترب أكثر فأكثر من الرقم السحري المطلوب 44 نقطة.

كانت التصفيات للسباق الرئيسي بمثابة مفاجأة، حيث حصل ماكس فيرستابن على المركز الأول، على الرغم من أنه تم تخفيض مركزه لاحقًا إلى المركز الثاني. وبالتالي، سيبدأ راسل، الذي سجل ثاني أسرع لفة، من المركز الأول، مع وجود سيارتي مكلارين في المركزين الثالث والرابع، متقدمين بشكل حاسم على سيارتي فيراري.

عندما انطلق السباق، بدأ فيرستابن بشكل جيد، حيث احتل نوريس المركز الثاني متقدمًا على راسل. وتجاوز بياستري ليكلير بعد سيارة الأمان المبكرة، بسبب تصادم بين أوكون وكولابينتو.

وبعد توقف واحد بدا وكأنه الاستراتيجية المثلى، بدأ المتصدرون أولى توقفاتهم في المرائب في اللفة 24، وكان راسل في المركز الأول. وصمد آخرون لفترة أطول، حيث استفادوا من ذلك، ففي اللفة 35 تعرض ساينز وهاملتون لثقب في الإطارات، والذي بدا أنه ناجم عن الحطام. وأدى ذلك إلى دخول سيارة الأمان، وهو ما استفاد منه فيرستابن ونوريس ولوكلير، الذين لم يتوقفوا جميعًا.

وهذا يعني أنه عند إعادة التشغيل، بقي فيرستابن ونوريس في المركزين الأول والثاني، مع تقدم لوكلير على بياستري. وتراجع ساينز إلى المركز التاسع نتيجة لثقب إطاره. تبع ذلك دخول سيارة أمان أخرى بعد فترة وجيزة، لكن الدراما الحقيقية جاءت عندما حصل نوريس على عقوبة توقف لمدة 10 ثوانٍ لفشله في التباطؤ تحت الأعلام الصفراء، مما جعله في المركز الأخير. ومع ذلك، تمكن من التنافس من خلال الحلبة ليحتل المركز العاشر ويحصل على نقطة إضافية لأسرع لفة.

وفي الوقت نفسه، صمد فيرستابن ليحقق فوزًا مريحًا، مع احتلال لوكلير المركز الثاني، متفوقًا على بياستري في المركز الثالث. وتبعه راسل وجاسلي، بينما استعاد ساينز بعض المراكز في فترته الأخيرة ليحتل المركز السادس. واحتل ألونسو المركز السابع، وحقق تشو جوانيو أولى نقاطه هذا الموسم في المركز الثامن. ونتيجة لتوزيع النقاط، وبالإضافة إلى حقيقة أن تصفيات قطر كانت المرة الخامسة على التوالي التي يفشل فيها بيريز في الدخول إلى المراكز العشرة الأولى وأنه تأخر في نهاية السباق، فإن التساؤلات حول مستقبل المكسيكي تتزايد فقط. وبينما لا يزال بيريز لديه عام متبقي في عقده، فإن ريد بول لا تخشى اتخاذ قرارات صعبة، كما يتضح من طرد دانييل ريكاردو في منتصف هذا الموسم، يبدو أن التغيير سيأتي، والذي قد يكون له تداعيات أخرى على تشكيلة السائقين لعام 2025.

ولكن النقطة التي دار حولها الحديث اليوم كانت عقوبة نوريس، فقد كان القرار ذا تداعيات كبرى على البطولة. ففي مرحلة ما من السباق، لم يكن فريق مكلارين بعيداً عن الفارق السحري الذي يبلغ 45 نقطة اللازم للفوز، ولكن في النهاية، سيتوجه إلى الجولة الأخيرة من الموسم في أبو ظبي الأسبوع المقبل متقدماً بفارق 21 نقطة فقط. حيث لايزال الفريق المرشح للفوز.